انطلاق مبادرة الشراكة الصناعية بين مصر والإمارات والأردن من ابوظبي
تشترك المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية بتاريخ ممتد من العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وتأتي الشراكة الصناعية التكاملية للتنمية المستدامة استمراراً وتعزيزاً لتلك العلاقات الأخوية. وتعد هذه الشراكة فرصة للدول الثلاث لمواصلة استكشاف فرص الشراكة والاستثمار المشترك في المجالات الحيوية ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك
تتضمن الشراكة الاستثمار في 5 قطاعات صناعية مشتركة بين هذه الدول من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية، والتكامل الصناعي، وتكامل سلاسل القيمة بين الأردن والإمارات ومصر
تعزز الشراكة الصناعية التكاملية الجهود الهادفة للاستفادة من المزايا الرئيسية للصناعات في هذه الدول وأولوياتها، وتطوير المجالات الصناعية المؤهلة للتكامل، بما يؤدي إلى تعزيز التعاون وتطوير القدرة التنافسية في القطاعات الرئيسية، خاصةً في ظل سجل حافل من الاتفاقيات بين الدول الثلاث
حيث قد وصل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، على رأس وفد رفيع المستوى، للمشاركة في فعاليات الاجتماع الثلاثي، والمقرر خلاله إطلاق مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، بما يُسهم في دعم وتعزيز التكامل الصناعي بين البلدان الثلاثة، ويخدم أهداف التنمية.
أكد معالي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر خلال لقائه مجلس المستثمرين الإماراتيين في قصر الإمارات بأبوظبي، حرص مصر على تواجد أكبر عدد من الشركات الإماراتية في مختلف القطاعات وتذليل العقبات التي قد تواجههم، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تعمل على طرح بعض الأصول أمام القطاع الخاص لكي يستحوذ على نسب منها، تصل قيمتها التقديرية لنحو 40 مليار دولار على مدار أربع سنوات بمتوسط 10 مليارات في العام.
واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي عدداً من المحاور تضمنت الوضع الاقتصادي الحالي لمصر، والإجراءات التي تتخذها الدولة للتعامل مع تحديات الفترة المقبلة، ومشاركة القطاع الخاص، ومصادر النقد الأجنبي المستدامة، ونمو الاقتصاد المصري، والقطاعات الأكثر تأثيراً والمجالات المشتركة لتي يجري العمل على توسيعها.
وقال " نحن الآن في الوضع الاقتصادي المصري في مرحلة الانفتاح بقوة على القطاع الخاص، والدخول في مشروعات عملاقة يكون أساسها الاستثمارات الخاصة".
وفيما يتعلق بإجراءات تخصيص الأراضي لتنفيذ استثمارات ومشروعات صناعية والحصول عليها، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن هناك بديلين وهما حق الانتفاع لفترة طويلة المدى، أو تمليك الأرض ويستند تحديد سعر الأرض على أساس قيمة المرافق، ولا ننظر لتخصيص الأراضي من منظور أنه بيع أراض، ولكن الأمر يتعلق بقيمة الصناعات نفسها التي يتم إقامتها عليها.
كما أوضح رئيس الوزراء أن المستهدفات التي يجري العمل على تحقيقها هي أن تصل نسبة مساهمة القطاع الخاص في الاستثمارات الكلية من 30% حاليا إلى 65 % خلال ثلاث سنوات، وتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الدخول بقوة في الاستثمارات، بحيث يصبح بعد ثلاث سنوات هو المساهم الأكبر في هذه الاستثمارات الكلية.
وكشف رئيس الوزراء عن أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة إعلان قيمة جميع أراضي الصناعة في مصر بجميع المناطق الجغرافية بقرار من رئيس مجلس الوزراء، ويكون بشكل محدد، ويكون تخصيصها للمستثمرين إما عن طريق حق الانتفاع أو تملكها، مؤكدا أن الحكومة ستقدم تسهيلات في السداد.
وشدد على أن الهدف ليس هو بيع الأرض، بل نستهدف سرعة إقامة وتشغيل مختلف الصناعات على هذه الأراضي، كما أن هذه المشروعات ستحصل على ما نطلق عليه "الرخصة الذهبية"، أو الرخصة الواحدة، من مجلس الوزراء وهيئة التنمية الصناعية، والتي بموجبها يحصل المستثمر على الرخصة، على أن نقوم نحن كدولة باستكمال الإجراءات مع باقي الجهات المعنية بالدولة، وذلك خلال 20 يوم عمل، وذلك من أجل حل مشكلات المستثمرين، وللهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة دور كبير في هذا الصدد، كما أصدرنا قرارا بإنشاء وحدة لحل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء من أجل حل مشكلاتهم.
وأكد أن الدولة المصرية تركز خلال المرحلة المقبلة على قطاعات بعينها، موضحاً أن قطاع الصناعة له الأولوية الأولى لدينا الآن، مضيفا أن تواجدنا اليوم يأتي لوضع شراكة ثلاثية بين مصر والإمارات والأردن لتحقيق التكامل في ملف الصناعة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي إن الحكومة المصرية أطلقت مجموعة من الحوافز الإضافية لصناعات معينة في مناطق جغرافية محددة، كما تم تخصيص مناطق صناعية في مدن الجيل الرابع الجديدة.
وأكد الالتزام بتيسير أي إجراءات للحصول على الموافقات والرخص والتصاريح لمشروعات المستثمرين الإماراتيين ، مضيفاً أن هناك عددا من الشركات الإماراتية التي تعمل في مصر في مجال الزراعة، الذي يمثل أولوية قصوى بالنسبة للدولة المصرية.
حضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمي المصري ، معالي الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ومعالي الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ومعالي السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومعالي نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، وسعادة الدكتور تامر عصام، رئيس مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية، وسعادة السفير شريف البديوي، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة ، وسعادة المستشار محمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وسعادة المهندس محمد السويدي، رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، وسعادة أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، وسعادة المهندس محمد عبد الكريم، المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة، وسعادة شريف الجبلي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية.
وضم الجانب الإماراتي سعادة جمال بن سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الامارات للمستثمرين بالخارج، وسعادة مريم خليفة الكعبي، سفيرة الدولة لدى جمهورية مصر العربية، ومسؤولي عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة، وأكثر من 30 من رجال الأعمال في عدة قطاعات أبرزها: الصناعة، والطاقة، والاستثمار العقاري، والزراعة، والاتصالات، والموانئ واللوجستيات، والسياحة والطيران، وتكنولوجيا المعلومات، وأسواق المال والاستثمارات الخاصة، وتجارة التجزئة، وإعادة التدوير.
من جانبه استعرض سعادة جمال الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج حجم الاستثمارات الإماراتية في مصر والتي بلغت 20 مليار دولار متوقعاً زيادتها إلى 35 مليار دولار خلال 5 سنوات وفقاً للخطط والتوجهات الحالية لأعضاء المجلس، لافتاً إلى أن توجيهات القيادة الرشيدة للدولة بتعزيز الاستثمارات الإماراتية في مصر قائلاً " يعمل مجلس الإمارات للمستثمرين خلال المرحلة المقبلة لتعزيز الشراكة المستقبلية".
واستعرض المستثمرون الإماراتيون تجاربهم الاستثمارية والقطاعات العاملين بها في مصر والتي تتضمن قطاع الجملة والتجزئة ،والطاقة، والصحة، والزراعة ،والخدمات الرقمية ،والطيران ، والسياحة ، والقطاع المالي والمصرفي وغيرها من القطاعات الحيوية، مشيرين إلى أن مصر مؤهلة لاستقبال 40 مليون سائح سنوياً والذي يتيح المزيد من الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي المصري.
من جانبه أشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر إلى خطة مصر للتوسع في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتحلية المياه.
ولفتت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية في مصر ونمو الناتج المحلي بنسبة 6% خلال العام الحالي وأنه فيما يخص ملف الدين العام فإن 91% من الدين الخارجي من الديون طويلة الأجل، و9% هي ديون قصيرة الأجل.
وقد جرى الاتفاق في ختام الاجتماع على تشكيل فرق عمل من مصر والإمارات لصياغة التفاهمات والاتفاقيات حول مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي تم مناقشتها خلال المقابلة، حيث أكد رئيس الوزراء المصري أنه سوف يتابع بنفسه تقدم أعمال فرق العمل، حتى يتسنى تسريع التوقيع في أقرب وقت ممكن.
0 Comments: