محمد بن زايد ورث الصفات والطباع .. ومن شابه أباه ما ظلم
الولد سر أبيه و من شابه أباه ما ظلم مقولتين يأتي معناهم فى دلالة على توريث الصفات الجسدية والنفسية، وحتى الطباع بين الأجيال، خصوصا عندما يمضى الابن على درب أبيه، بل ويطور مسيرته ويهضم مستجدات عصره ويتفاعل معها لحد التناغم، فيسعى لتشكيل بصمته المتفردة فى البناء على الأسس الراسخة التى وضعها الآباء والجدود، فهذا «ناموس الحياة» منذ بدء الخليقة، حتى يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، هكذا فعل الفقيد الراحل الشيخ خليفة بن زايد، حين رسخ «تمكين الدولة» بعدما وحدها والده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة وبانى نهضتها، والذى اتسم بكثير من الصفات والخصال الحميدة التى شكلت محور شخصيته، وجعلت منه قائداً ملهماً للكثير من الأجيال داخل الدولة وخارجها، وأسست للكثير من الإنجازات التى حققتها الدولة بمختلف المجالات إقليمياً وعالمياً.
حيث قاد سفينة بلاده خلال مرض أخيه دون تجاوز لنهجه أو أى مساس بمكانته بل ظل وفياً لتوجيهاته ومنفذًا لسياساته وتبنى بشجاعة.. تحسب له تاريخياً.. منهج إطلاق المبادرات الإنسانية عبر الإمارات ، وسعى لتعظيم دور بلاده فى ساحات السياسة الدولية فلا تخفى الإمارات مساعيها بأن تصبح قوة إقليمية ذات ثقل سياسى واقتصادي ، يجمع بين «الثقافة والعلم» من خلال المحاضرات التى تعقد فى مجلسه منذ أعوام حيث يحتل فيها العلم والتطبيقات التكنولوجية موقعاً بارزاً .
يحظى سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الثالث لدولة الإمارات العربية المتحدة، باحترامٍ كبير وراسخ من قبل مواطنيه الإماراتيين، كما يتمتع بعلاقاتٍ وثيقة للغاية على الساحتين الإقليمية والدولية، أما فى سيرته الذاتية التى بات يعرفها القاصى والداني، فقد وُلد فى 11 مارس عام 1961، وهو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان فى العاشرة من عمره، حين جمع والده اتحاداً من ست عشائر رئيسية أخرى لتشكيل الإمارات العربية المتحدة، وتلقى تعليمه فى المدارس المحلية بمسقط رأس أسرة آل نهيان فى مدينة "العين" ثم العاصمة "أبو ظبي"، حتى التحق بأكاديمية «ساند هيرست» العسكرية الملكية البريطانية، وتخرج فيها عام 1979 بعدما اجتاز خلال فترة دراسته عدة دورات فى المدرعات والطيران والمظليين، وتدريبات على الطائرات التعبوية والعمودية، بما فيها طائرات جازيل، وفقًا لسيرته المنشورة على الموقع الرسمى لديوانه الرسمي.
وشغل سمو الشيخ محمد بن زايد عدة وظائف فى الجيش الإماراتي، بدءاً من ضابطٍ فى الحرس الأميرى - وهو قوة النخبة بالإمارات - ثم طيار فى سلاح الجو، وصولاً إلى منصب نائبٍ للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وساهم بنقلة نوعية فى تطوير القوات المسلحة لدولة الإمارات بالتخطيط الإستراتيجى والتدريب والهيكل التنظيمى وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة، وتحت قيادته المباشرة صارت القوات المسلحة الإماراتية مؤسسة مرموقة تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية، كما شغل الشيخ محمد بن زايد أيضًا عددًا من المناصب السياسية، والتشريعية والاقتصادية للدولة.
لا شك في أن المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، تبرز الحاجة إلى قائد للدفاع عن حقوقه ومطالبه وقضاياه، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من القادة الاستثنائيين الذين تمرسوا في جميع فنون القيادة التي تستلهم من موروث وتراث هذه الأمة، فهو قائد محنك على علم واطلاع واسعين بطبيعة هذه المرحلة وبالتعامل الحكيم معها، ولاعب أساسي فاعل، في حلحلة كثير من المشكلات في الساحات العربية، ولسموه الفضل في النجاحات والإنجازات التي حققها عدد من البلدان العربية في الخروج من بؤرة التوتر إلى بر الأمان.
وأثبت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد من خلال حركة سموه السياسية النشطة، مع كبار زعماء العالم، أنه قائد متميز متفرد بأسلوب وسياسة سموه.
يمتلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من الشجاعة والثقة بالنفس ما مكن سموه من فرض مواقف والتعبير عنها لنصرة العرب بحمل صوت الحق والصدق في مختلف القضايا المطروحة عربياً ومختلف القضايا في العالم، والحرص على طرح مبادرات من شأنها سلامة وأمن منطقتنا العربية، وقد برزت شخصية سموه في كل مجالات العمل الدولي، من أجل عالم يسوده الأمن، وتعيش البشرية في تنمية واستقرار، إذ أثبت سموه قدرته على إدارة ما يحصل في عالم اليوم من تغييرات وما يحيط به من تحديات بحكمة وبصيرة.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد في غير مناسبة أن نهضة الإنسان لا يمكن أن تقوم إلا في ظل سلام ووئام، فقد كسب سموه احترام العالم والشعوب بحكمته وقوته والتزامه ثوابت الأمة وسخاء يده، ما مكن سموه من خلق امتداد للدور الإنساني الإماراتي ورسالة الدولة العالمية للإغاثة والاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية، واليوم العالم كله يشيد بدور سموه في تحقيق المعادلة الإنسانية القائمة على تحقيق الأمن وترسيخ السلام والدفع نحو المصالحات، إذ دعم سموه دولاً عربية تمر في مراحل انتقالية بالدفع نحو اتفاقيات للسلام والمصالحة الداخلية، كما لم يدخر سموه أي جهد في مساعدة الدول العربية، والحرص على تقديم الوساطات لتسوية الخلافات العربية، فهو القائد الذي تحتاجه أمتنا في هذه المرحلة وكل مرحلة.
0 Comments: