الإمارات تبذل جهوداً مُكثّفة لخلق بيئة رقمية آمنة لجذب شركات التقنية العالمية إقليمياً
تشهد دبي حالياً ثورة رقمية مدعومة بطموحات من جانب شركات تقنية حكومية وخاصة، وتحظى بمساندة من الحكومة لافتةً إلى التقدم الذي تشهده دبي حالياً في التقنية بصفة عامة، وفي قطاع التقنية الرقمية بصفة خاصة لتعزز الإمارة مكانتها وجهة شركات التقنية العالمية إقليمياً، وهذا ما تؤكده كافه الشركات الجهات الاستشارية في هذا المجال ومنها مجلة «سي إي أو ورلد».
حيث وصف تقرير المجلة الأمريكية دبي بأنها مركز استثماري يستقطب كبريات الشركات التقنية العالمية موضحاً أن «مدينة دبي للإنترنت» تُعد حالياً بمثابة «واحة سيليكون» الشرق الأوسط، على «واحة السيليكون» العالمية الشهيرة بولاية «كاليفورنيا» الأمريكية، والتي تضم المقار الرئيسية لغالبية الشركات التقنية الكبرى على مستوى الولايات المتحدة والعالم.
وأوضح أن «مدينة دبي للإنترنت» تضم حالياً المقار الرئيسية لعدد من أبرز الشركات الناشئة العربية المُصنّفة ضمن فئة «يونيكورن»، أي التي تبلغ قيمتها السوقية مليار دولار فأكثر، مثل «تليغرام»، «ياللا غروب»، «كريم»، «سوق»، «مكتوب»، «فيستا غلوبال»، «كريم»، وغيرها. وذكرت «سي إي أو ورلد» أن المكانة الإقليمية المتميزة التي تحظى بها «مدينة دبي للإنترنت» كوجهة رئيسية للشركات التقنية العالمية الباحثة عن تواجد إقليمي لها في الشرق الأوسط قد بدأ منذ ما يزيد عن 20 عاماً، وتحديداً عام 2001، عندما افتتحت «مايكروسوفت» أول مقر إقليمي في المنطقة، وكان بداخل «مدينة دبي للإنترنت».
وأضاف التقرير أن «مايكروسوفت» تركت أثراً متسلسلاً، ذلك أن العديد من كبريات الشركات التقنية العالمية حذت حذوها، وافتتحت مقار إقليمية لها داخل «مدينة دبي للإنترنت»، ومنها «اتش بي»، «آي بي إم»، «ساب»، «أوراكل»، «3 إم»، و«غوغل».
وأشار التقرير إلى الثورة الرقمية التي تشهدها دبي منذ عدّة سنوات تأتي في سياق توجه دولة الإمارات عموماً إلى تبني نموذج اقتصادي مختلف، أكثر تنوعاً وأقل اعتماداً على عائدات الصادرات النفطية، وإنما يعتمد بالأساس على العلم والتقنيات الحديثة.
وشهدت ايضاً شركة «إيه جيه إم إس جلوبال كونسالتينغ»، للاستشارات بشأن الضرائب والحوكمة، دبي، أن دولة الإمارات تبذل جهوداً مُكثّفة لخلق بيئة رقمية آمنة تنخفض فيها المخاطر التي يمكن أن تُهدد مستخدمي التقنيات الرقمية، كالمخاطر المتعلقة بسرقة البيانات الشخصية وانتهاك الخصوصية وغيرها.
وأدلى محمد رضوان خان، شريك أول لدى الشركة بتصريحات عن جهود الإمارات في التخفيف من حدّة مخاطر التقنيات الرقمية. وقال: «نجحت الإمارات في تحقيق تقدم هائل في قطاع التقنية المالية «فينتك» خلال عامي 2021 و2022، وما زالت مُستمرة في تحقيق التقدم في هذا القطاع، وتواصل تشجيع الشركات العاملة في الخدمات المالية على تبني «فينتك». ومن شأن برامج التعاون المتطورة والأسواق الإقليمية الرائدة أن تُنشئ من خلال شركات «فينتك» تأثيراً هائلاً على نمو القطاع الرقمي في الإمارات».
وتطرّق خان إلى التدابير المتعلقة بالامتثال لقوانين مكافحة الجرائم المالية، وقال: «أدى التحول التقني الشامل في كافة أنحاء العالم بسبب ثورة «فينتك» إلى إتاحة فرص جديدة للاستغلال السيئ من جانب أولئك المتورطين في جرائم مالية، كما أدى كذلك إلى فرض تحديات جديدة على الخبراء المعنيين بالامتثال. ولأن العديد من النماذج المالية تتسم بكونها كثيفة البيانات، فإن المستخدمين والمزودين مُهدّدون بخطر استغلال بياناتهم الشخصية من جانب محترفي الجرائم المالية».
0 Comments: