الإمارات تعزز الإبداع والأفكار الجديدة والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة
9 فبراير من كل عام يأتي الاحتفال العالمي بيوم الانترنت الآمن Safer Internet Day على مستوى العالم وهذا العالم في نفس التوقيت لهذا الاحتفال نظمت جمعية الإمارات للإنترنت الآمن اليوم برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش المؤتمر الدولي (رفاه الأطفال في العالم الرقمي) ، و حضر المؤتمر أكثر من 250 مشاركا من الهيئات الحكومية والمنظمات الدولية والوطنية غير الحكومية والأوساط الأكاديمية وصناعة التكنولوجيا وطلاب المدارس والكليات .
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في كلمته الافتتاحية للمؤتمر :" يسعدني أن تقوم جمعية الإمارات للإنترنت الآمن بتنظيم هذه المؤتمر الهام بشأن أمن الأطفال والعائلات في العالم الرقمي.. وأثمن جهودكم الهادفة إلى دعم المجتمعات في تحقيق الاستفادة من التقنيات الرقمية وحماية المستخدمين من الإساءة".
وأضاف معاليه :" اعتاد الأطفال على العالم الرقمي، فهم لا ينظرون إلى التقنيات الرقمية على أنها أدوات خارجية، فقد أدمجت التكنولوجيا في أسلوب حياتهم وبالتالي فلا يمكنهم العيش بدونها من وجهة نظرهم.. لقد ساهم الاستخدام المتزايد للتقنيات في ظهور أنماط جديدة من الأفكار والتفاعل واللعب.. وقد حدثت هذه التغييرات سريعا لدرجة أن بعض أولياء الأمور غير معتادين على ذلك الأمر الذي أصبح جزءا جوهريا من حياة أبنائهم.. ومن ناحية أخرى، يواجه أبناؤنا مخاطر متعددة من أطفال آخرين ومن المجرمين المحتملين " .
ولفت إلى أنه بالرغم من المخاطر، تتمتع التكنولوجيا بمزايا كبيرة تؤهلها للقيام بدور هام في نمو الأطفال.. فهي تتيح للأطفال والشباب التواصل مع زملائهم و تساعدهم على إدارة العلاقات وبناء مجتمعاتهم الخاصة.. و يمكن أن يلعب الاستخدام الآمن للتكنولوجيا دورا محوريا في تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم.
وقال معاليه : " نعيش في عالم متصل للغاية، يمكن أن يكون هذا الاتصال جيدًا وسيئًا للأشخاص والمعلومات والخبرات مثل أي أداة لكن يفية استخدام التكنولوجيا هي التي تحدد تأثيرها على أولئك الذين يستخدمونها.. هناك إدراك متزايد لمدى صعوبة محاولة حماية المستخدمين من التهديدات السيبرانية الضارة.. نحن نعلم أن الخصوصية - معناها وحدودها وقدسيتها - هي قضية صعبة ونعلم أيضا أن التقنيات تتواصل بشكل أسرع من أجل توفير الأمان الفعال.
وأكد ضرورة أن يتعلم الطلاب كيفية الحكم على مدى مصداقية المعلومات الموجودة على شبكة الانترنت حتى لا يقعوا فرائس للتضليل..كما ينبغي أن يتعلموا تمييز محاولات الاختراق عبر البريد الالكتروني.. وعليهم أن يتفهموا أن استخدام التكنولوجيا ينطوي على مخاطر ..، كما ينبغي أن يشارك أولياء الأمور في حماية أمن أطفالهم السيبراني و أن يدركوا أن ملاءمة التكنولوجيا الرقمية لأطفالهم تتغير باختلاف أعمارهم.. فيما ينبغي أن يكون للأطفال والمراهقين خبرات مختلفة على الانترنت وعلى أولياء الأمور فرض تدابير حوكمة استخدامهم لضمان حدوث ذلك.
وحث أولياء الأمور على أن يكونوا أمثلة تحتذى لأبنائهم في الاستخدام الآمن للانترنت وأن يضمن مطورو التكنولوجيا أن المنتجات التي يطورونها مناسبة لاحتياجات المستخدمين مع مراعاة اعتبارات الأمان و أن يكون حريصين على مراقبة ومنع التهديدات أو الإساءة.. داعيا منظمات المجتمع المدني إلى أن تساهم في تعزيز الأمن الرقمي.
وأكد معاليه أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تستهدف تعزيز الابداع وتحسين كل جوانب استخدام التكنولوجيا منوها إلى السعي للاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز جودة حياة الجميع.. وقال :" بفضل توجيهات سموه نتحرك بناءً على قناعة مفادها أن المجتمع الناجح يقوم على افتراض أن الأشخاص الذين يشكلون هذا المجتمع يدركون سلامة بعضهم البعض ورفاهيتهم وهذا يعني أننا في دولة الإمارات لا نتسامح تمامًا مع أي تهديد باستغلال الأطفال وعائلاتهم على الإنترنت ..هذه التهديدات تتحدى رؤيتنا الوطنية لمجتمع آمن و سلمي ومتماسك.
وثمن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الإلتزام بالرؤية الوطنية الساعية إلى تأمين سلامة الجميع معربا عن أمله في أن تؤدي مناقشات اليوم إلى طرح أفكار جديدة تسهم في حماية الحياة الرقمية للأطفال والعائلات.
وقال سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني بحكومة الإمارات العربية المتحدة في كلمته خلال المؤتمر أن خط الدفاع الأول للسلامة الإلكترونية هو توعية الآباء والأوصياء والأسرة بالمخاطر عبر الإنترنت التي يجب عليهم مشاركتها بشكل دوري مع أطفالهم.
وأوضح الدكتور عبدالله المحياس رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للإنترنت الآمن في تصريح له انعقاد المؤتمر يأتي بالتزامن مع إحتفال العالم باليوم العالمي للإنترنت الآمن الذي يصادف 9 فبراير من كل عام بمشاركة متحدثين عالميين في التخصصات الرقمية منوها إلى تكريم المدارس والطلبة المتميزين في المجال الرقمي.
وقال المهندس عادل سالم الكاف الهاشمي رئيس المؤتمر نائب رئيس مجلس الإدارة جمعية الإمارات للانترنت الآمن إن من أهم أهداف المؤتمر حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت و توعيتهم و توعية أسرهم و تحقيق السلامة الرقمية لضمان حماية أفراد المجتمع الإماراتي وذلك بالتعاون مع عدة جهات بالدولة سعيا إلى تفعيل التوعية على مستوى المدارس والجامعات بدولة الإمارات.
وأشار إلى أن ثمرة المؤتمر ستكون توصيات تستهدف كل مستخدمي التكنولوجيا بما فيهم طلبة المدارس و الأطفال و الشباب الذين يعتبرون في مقدمة الأولويات لافتا إلى سعيهم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتطبيق التوصيات مستقبلًا في المناهج الدراسية .
شارك في المؤتمر سعادة الدكتورة بشرى عبدالله محمد الملا مدير عام هيئة الرعاية الأسرية والدكتور إبراهيم الدبِل الرئيس التنفيذي – لبرنامج خليفة للتمكن (أقدر) والعقيد عبد الرحمن التميمي مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل وساجي توماس رئيس حماية الطفل بمنظمة اليونيسف بمنطقة الخليج .
وقالت سعادة الدكتورة بشرى عبدالله محمد الملا، مدير عام هيئة الرعاية الأسرية : “يجب أن نفكر في طرق لتوظيف أدوات وقنوات العالم الرقمي بمسؤولية على جميع مستويات المؤسسات .. يشكل أطفالنا مركز الأسرة والمجتمع ، وهم اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتوجيهاتنا حول العالم الرقمي.. تتابع هيئة رعاية الأسرة الحالات المبلغ عنها من التنمر والابتزاز والتهديد للأطفال من خلال عدد من المختصين الذين يقومون بدورهم بمراجعة الحالات مع الجهات المعنية.. و تولي الهيئة اهتمامًا كبيرًا باحتياجات الأطفال وتقترح سياسات وإجراءات للتأكد من وصول الأفراد والأسر إلى الخدمات التي يحتاجونها لتحقيق الاستقرار.. كما تتعاون الهيئة مع جميع شركائها لضمان جودة حياة العائلات في أبوظبي".
وركز إيان درينان المدير التنفيذي لشركة ( وي بروتيكت جلوبال اليانس) على “ الحاجة إلى استجابة عالمية للتحدي العالمي المتمثل في الاعتداء الجنسي على الأطفال واستغلالهم عبر الإنترنت .. وهذا أحد أخطر الأضرار عبر الإنترنت بالاعتماد على خبرة أكثر من 200 عضو في التحالف”.
وسلط إيان الضوء على “ أهمية منع الضرر لضمان استفادة الأطفال من الفرص والفوائد التي يوفرها العالم الرقمي مثل ما حدث فيما يتعلق بسلامة السيارات، فإن الإجراءات الوقائية مثل التشريع، والأمان حسب التصميم، والوعي الأفضل بالمخاطر يمكن أن يضمن أن الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت لا يُنظر إليه على أنه أمر حتمي لكن يمكن منعه”.
كما كرم المؤتمر كلا من الطالبة حور المدحاني من جامعة خليفة والطالبة زويا أحمد من مدرسة السفير بالشارقة الفائزتين بمسابقة حول توعية الطلاب بالقضايا المتعلقة بالسلامة على الإنترنت.
تناول المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية هي سلامة الأطفال في العالم الرقمي؛ رفاهية الأسرة في العالم الرقمي؛ ودور المشاركة المدنية والشراكات في تعزيز الرفاهية الرقمية.
و ناقش المؤتمر قضايا الرفاهية التي تهم الأطفال والشباب و قضايا السلامة التي أثرت على الأطفال والشباب و كيف يمكن للعائلات والآباء المساهمة في رفاهية أطفالهم و كيف يمكننا العمل معًا للدفاع عنهم للمضي قدمًا .
وقد كرم المؤتمر المدارس العشر الفائزة بجائزة جمعية الإمارات للانترنت الآمن لحماية الطفل عبر الانترنت لسنة 2022 لعملهم الجدير بالثناء في قيادة تدابير السلامة الرقمية وزيادة الوعي وحماية البيانات والمبادرات داخل مؤسساتهم التعليمية.
0 Comments: