«يد الخير» تُنجز المهمة.. وتُفرّج كربة 211 متعثّراً
مبادرة «يد الخير» تحقق هدفها بل وتجاوزته بنحو أربعة ملايين درهم بعد مرور أقل من أسبوعين على انطلاقها، بفضل إسهامات ثلاث مؤسسات حكومية وخاصة.
وأسهمت المبادرة الإنسانية في سداد مديونية 211 سجيناً وملاحقاً قضائياً من المتعثّرين في قضايا إيجارية في دبي، بمبلغ 10 ملايين و500 ألف درهم، بعدما نجحت لجنة «يد الخير» في مركز فض المنازعات الإيجارية بدبي، في التواصل مع الدائنين لتخفيض ديون بعض المشمولين بالمبادرة.
وكانت «الإمارات اليوم» ومركز فض المنازعات الإيجارية، أطلقا مبادرة «يد الخير» الإنسانية في الـ12 من الشهر الجاري، في إطار مذكرة التفاهم الهادفة إلى إطلاق سراح السجناء المتعثرين في قضايا إيجارية في إمارة دبي، تزامناً مع عيد الأضحى المبارك. وتم تزويد «الإمارات اليوم» بأعداد المتعثرين إيجارياً، بعد دراسة ملفاتهم واعتمادها من قبل لجنة «يد الخير» في مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي.
وشملت المبادرة - بعد زيادة أعداد المستفيدين منها - 211 سجيناً وملاحقاً قضائياً، ممن تترتب عليهم قضايا إيجارية، بقيمة 10 ملايين و500 ألف درهم، لجمع شملهم مع أسرهم قبل عيد الأضحى المبارك.
ولاقت المبادرة إقبالاً من الراغبين في الإسهام في تفريج كربة الغارمين، وتصدرت سجل المتبرّعين مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أسهمت بخمسة ملايين درهم، ومؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي، بـ500 ألف درهم، وأخيراً بنك دبي الإسلامي الذي تبرع بخمسة ملايين درهم.
وقال رئيس مركز فض المنازعات الإيجارية، القاضي عبدالقادر موسى، إن حملة «يد الخير» حققت هدفها المنشود بتفريج كرب الحالات الإنسانية، ممن هم على ذمم قضايا الدعاوى الإيجارية في دبي، حيث تم سداد المبالغ المترتبة عليهم.
وأضاف أن هذه المبادرة الإنسانية التي أطلقها المركز بالتعاون مع شريكه الإعلامي «الإمارات اليوم» لدعم الغارمين ممن هم على ذمم قضايا الدعاوى الإيجارية، أحيت الأمل في صدورهم بأن يكونوا مع أسرهم وذويهم في عيد الأضحى المبارك، حيث ساعدت الحملة الحالات الإنسانية التي صدرت بحقها أحكام قضائية، وأسهمت في تفريج كربهم.
وقال: «نحن فخورون بالمبادرة الإنسانية التي عكست روح التكافل والتضامن في مجتمع الإمارات، وبرهنت على أن المسؤولية المجتمعية تشكل ركناً أساسياً ومهماً في حياة مجتمعنا».
وأعرب عن شكره لصحيفة «الإمارات اليوم» لإسهامها في دعم لجنة «يد الخير»، ولجميع المتبرعين للحملة من الدوائر الحكومية والمؤسسات والقطاع الخاص، لوقوفهم إلى جانب هذه الحالات تعبيراً عن الروح التي تمتاز بها دبي ومواطنوها والمقيمون على أرضها.. روح التكافل الاجتماعي والحرص على تقديم العون من خلال الإسهام في سداد مديونيات المعسرين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية إيجارية.
من جهته، قال رئيس لجنة «يد الخير» القاضي عبدالعزيز أنوهي، إن عمل اللجنة تواصل بفضل جهود أصحاب الأيادي البيضاء، وهو ما مكّنها من توفير المساعدة للعديد من الأسر المتعثرة في قضايا إيجارية، مثل المتعرضين للإخلاء من منازلهم تنفيذاً لحكم إخلاء، أو المعرضين للحبس للسبب نفسه، وحالات إنسانية واجتماعية أخرى.
وأضاف أن مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي يستند في دراسته لمختلف الحالات التي يصادفها إلى نظام يتسم بالشفافية، وتحديد الحالات الإنسانية الأكثر استحقاقاً للمساعدة، إذ يُطلب من صاحب الحالة الإنسانية ملء استمارة لجنة «يد الخير»، وأن يرفق معها تقريراً مفصّلاً عن طبيعة الحالة والملاحظات الخاصة بها.
وقال: «يعتمد مركز فض المنازعات الإيجارية في دبي ثلاثة روافد أساسية للحالات الإنسانية التي ينظر إليها، أولها الحالات الإنسانية التي تقدم طلباتها إلى لجنة (يد الخير)، وتتم دراسة الحالة بعناية من قبل اللجنة، ثم تقدم لها المساعدات». وأضاف أن «الرافد الثاني يأتي من إدارة تنفيذ الأحكام في المركز التي تنفذ أحكام الإخلاء، إذ يؤخذ الجانب الإنساني في الحسبان، لأن بعض حالات الإخلاء ترتبط بأبعاد إنسانية، مثل وجود أطفال أو مرضى أو كبار سن. وهناك حالات إنسانية يرفعها مأمور التنفيذ للمركز عبر كتابة تقرير، في حال كانت تتوافق مع المعايير وتستحق المساعدة».
وتابع أن «ثالث هذه الروافد يتمثل في القضايا التي يكون فيها الطرف الثاني مسجوناً ويكون فيها الجانب الإنساني هو الغالب، بحكم أن هؤلاء باتوا محرومين من حريتهم، ويتطلب حل مشكلاتهم التدخل من طرف ثالث».
وقدمت رئيسة تحرير «الإمارات اليوم»، منى بوسمرة، الشكر إلى كل من أسهم في دعم وإنجاح المبادرة، سواء كانت مؤسسات حكومية أو خاصة، إذ نجحت المبادرة في تجاوز أهدافها في غضون أسبوعين من انطلاقها، بفضل تبرع ثلاث مؤسسات.
وأوضحت أن مبادرة «يد الخير» تأتي ضمن مبادرات الصحيفة التي تترجم اللحمة الوطنية وتكاتف أبناء المجتمع الإماراتي وحرصهم على دعم المبادرات الخيرية، كما تترجم سياسة القيادة في العمل الخيري الإنساني، لافتة إلى أن المبادرة كانت لها أهداف عدة، من بينها تعزيز قيم التعاون والتعاضد في نفوس أفراد المجتمع، والإسهام في نشر ثقافة التبرع لدى فئاته كافة، وإدخال السعادة إلى قلوب الغارمين المشمولين بها، إلى جانب تسديد المبالغ المترتبة عليهم قبل عيد الأضحى المبارك، ومنحهم فرصة لبدء حياة جديدة بعد انتهاء الملاحقة القضائية.
وأفادت رئيسة تحرير «الإمارات اليوم»، بأنه نظراً للإقبال من الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الخيرية الراغبة في الإسهام في المبادرة، قررت «الإمارات اليوم» ولجنة فض المنازعات الإيجارية، زيادة أعداد المشمولين بالمبادرة من 121 إلى 211 متعثراً في قضايا إيجارية، وزيادة المبلغ المستهدف من ستة ملايين و635 ألفاً و634 درهماً إلى 10 ملايين و500 ألف درهم.
0 Comments: