الإمارات ترسم مسار الوصول إلى صفر انبعاثات في قطاع الطيران
انطلاق أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل
أكد مشاركون في المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل، الذي انطلقت أعماله أمس، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أهمية الوصول إلى إعلان إطار عمل عالمي واضح حول سبل التحول نحو وقود بديل ووقود منخفض الكربون في قطاع الطيران، وإيجاد المسار المؤدي إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050.
اليوم الاول من المؤتمر
وأجمع هؤلاء خلال اليوم الأول من أعمال المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني، أن قطاع طيران بلا انبعاثات يتطلب تحول القطاع عالمياً نحو الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب سياسات اقتصادية جديدة وقوانين داعمة لهذا التحول وقادرة على خلق فرص اقتصادية واستقطاب الاستثمارات، لافتين إلى أن انعقاد مؤتمر الايكاو في دولة الإمارات، قبل أيام قليلة من استضافتها الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) يجعل الوقت الحالي هو الأنسب لتحويل هذا الطموح العالمي إلى خطط واقعية وقابلة للتنفيذ وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
1000 مشارك للمؤتمر
وانطلقت أعمال المؤتمر الذي يقام خلال الفترة من 20 حتى 24 نوفمبر الجاري، بحضور دولي واسع لأكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء العالم من بينهم أكثر من 40 وزيراً إلى جانب وفود حكومية من أكثر من 90 دولة، وأكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية ذات صلة، ورؤساء تنفيذيون لكبار شركات الطيران وشركات إنتاج الوقود والشركات المصنعة للطائرات.
وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد- رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وبان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وتشمل أجندة المؤتمر جلسة وزارية رفيعة المستوى يعقبها عدة جلسات للوفود الحكومية من ممثلي الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) وبحضور ممثلين من شركات الطيران وشركات إنتاج الوقود وعدد من المنظمات ذات الصلة والتي ستشارك بصفة مراقب، وذلك لمناقشة 5 بنود رئيسية على مدار 17 جلسة، تتركز حول مستجدات إنتاج الطاقة النظيفة والسياسات اللازمة لدعم التحول نحو إنتاج الوقود المنخفض الكربون والوقود المستدام والأنواع الأخرى من الوقود النظيف (مثل الهيدروجين)، وكذلك سبل دعم الدول لبناء قدراتها لإنتاج الطاقة النظيفة للطيران، وآليات التمويل اللازمة، ومراجعة الهدف الطموح طويل الأجل للإيكاو للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
دور حاسم
وأكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، خلال الجلسة الرئيسية بالمؤتمر إن صناعة الطيران تلعب دوراً حاسماً قي دعم الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، وتبذل دولة الإمارات جهود مكثفة لتطوير البيئة التنظيمية الوطنية لإنتاج وقود الطيران المستدام بما يتوافق مع طموحاتنا الوطنية في تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، وبما يخدم جهودنا في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأصاف معاليه، أن دولة الإمارات تتبع نهجاً متوازناً لاستكشاف الفرص المستقبلية لوقود الطائرات المستدام، وتحسين كثافة الكربون في وقود الطائرات المعتمد على الهيدروكربون، يمثل أحد محاور التحول السريع في قطاع الطاقة نحو الطاقة النظيفة. وتابع معاليه: «يمثل مؤتمر الإيكاو الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل منصة مثالية لتحفيز الجهود الدولية للتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة في قطاع الطيران، بما يخدم الهدف الطموح في الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بقطاع الطيران بحلول عام 2050».
اقتصاد الكربون
وقال معالي عبد الله بن طوق في كلمته الافتتاحية، أن ملف التغير المناخي اليوم على قائمة أولويات القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتبذل الدولة مساع جادة لتسريع التحول نحو نموذج اقتصادي جديد منخفض الكربون، ويشكل قطاع الطيران أحد أهم محاور هذا النموذج.
وأوضح معاليه، أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي تبنت ملف الاستدامة ومراعاة الأثر البيئي بقطاع الطيران، وقد شاركت في جميع المفاوضات التي قادتها منظمة الطيران المدني الدولي، وصادقت على جميع القرارات الدولية التي تخدم هذا التوجه، وكانت من أوائل الدول التي أعلنت التزامها في عام 2016 بتطبيق خطة (كورسيا) الخاصة بالتعويض عن الكربون في النقل الجوي الدولي. وكذلك أطلقت الإمارات خريطة طريق وطنية لوقود الطيران المستدام، وحددت من خلالها هدفاً طموحاً لتحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، مما سيساهم في خفض ما يصل إلى 4.8 مليون طن من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما أعلن القطاع التزامه بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
0 Comments: