مسبار الامل الاماراتي هو احياء حلم عالمي
يعيد مسبار الأمل الذي تطلقه الإمارات خلال الأسبوع القادم، إحياء حلم عالمي امتد لما يقرب 60 عاما، وارتبط بتحقيق تقدم في فهم طبيعة "الكوكب الأحمر" ومدى مواءمته للحياة البشرية.
وعلى الرغم من أن محاولات الوصول للمريخ تعود إلى العام 1960، فإن تحقيق تقدم في حجم المعرفة البشرية حول أسرار المريخ اصطدم بعدة تحديات، أهمها فشل ثلثي المحاولات في الوصول للكوكب الأحمر.
يتولى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عبر مسبار الأمل، إنجاز مهمات لم تسبقه إليها الرحلات الماضية، مستنداً إلى أجهزة علمية حديثة، وتخطيط دقيق لاتخاذه مداراً مميزاً حول الكوكب الأحمر لم تحظَ به أي مركبة فضائية أخرى في مهمات اقتصرت على دراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.
وتعـود أسباب تسارع وتيرة السعي وراء استيطان المريخ إلى الإجماع العالمي حول قضية الكثافة السكانية على كوكب الأرض والتي يتوقع أن تؤدي إلى استنفاد سريع للموارد الطبيعية، وانقراض أنواع من الحيوانات بالكامل وعلى نطاق واسع، الأمر الذي يهدد الجنس البشري نفسه.
لذلك أصبح البحث عن كوكب بديل يمكن للبشر الاستقرار على أرضه أمرا لا مفر منه وأولوية لدى الحكومات ورجال الأعمال المعنيين حقا بالمساهمة في إنقاذ البشرية.
وشكل التشابه بين كوكبي المريخ والأرض والقرب النسبي بينهما بمتوسط مسافة 225 مليون كيلومتر، أبرز الأسباب التي جعلت الكوكب الأحمر مرشحا رئيسيا للاستكشاف، وهدفا للدراسة باعتباره كوكب محتمل للسكن فيه مستقبلا.
وقد أكد فاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» رئيس مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان قائداً راقياً وأبهر رواد فضاء رحلة «أبولو» باهتمامه الكبير بالفضاء، فيما كان حريصاً على توفير التعليم لأبنائه وخصوصاً الفتيات، موجهاً الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرؤيته الثاقبة بإشراك الكوادر الوطنية في هذه المشروعات، وأكد أن «مسبار الأمـل» يستأنف أمجاد العرب، ويحق لشعب الإمارات أن يفخر بما حققه أبناؤه.
وتابع: إن المجتمع العلمي لديه بعض المعلومات عن المريخ، وهي أنه كانت على سطحه بحار تشبه إلى حد كبير المحيطات في الأرض، فضلاً عن ذلك فإن سطحه يشبه صحراء البلاد العربية التي تكثر فيها الكثبان الرملية.
وأفاد الباز بأن الإمارات تؤمن بأهمية التعاون الدولي كونه وسيلة لمواجهة التحديات العالمية وفتح آفاق جديدة أمام البشرية، ولذلك تسعى لتحقيق آمال العرب بسواعد شبابها، معتبراً أن مسبار الأمل يعتبر منارة لكل الشعوب العربية، ويؤسس لمسار التقدم وتعزيز الثقة بالنفس، فيما يأتي المشروع ترسيخاً لمكانة الإمارات العالمية، من خلال مواصلة جهودها المستمرة لتحقيق الريادة في مختلف المجالات والقطاعات ومنها قطاع الفضاء، ولذلك يدعم مسبار الأمل الدولة كونها شريكاً استراتيجياً عالمي في هذا المجال، بما لديها من تاريخ حافل بالتنمية والابتكار والتعاون الدولي.
وشرح فاروق الباز أن وجود مركز محمد بن راشد للفضاء هو عمل مميز وقدير جداً، خصوصاً أنه يلقى دعماً كبيراً من صاحب السمو نائب رئيس الدولة، حيث ساعد في إنشاء جيل جديد من الشباب المؤهل بشكل متميز، واستطاع أن ينجز ويقدم مشروعات مهمة ولافتة عالمياً، مثل الأقمار الصناعية، التي أصبحت تصنع بأيد إماراتية خصوصاً أنها وفرت قسطاً هائلاً من المعلومات عن أرض الإمارات، لدرجة أننا نأمل العمل على تحديد آثار الإنسان القديم في المنطقة، من خلال المعلومات والبيانات، التي توفرها هذه الصور العالية الدقة.
0 Comments: